این سورة الرحمن هزار و ششصد و سى و شش حرف است و سیصد و پنجاه و یک‏ کلمت و هفتاد و هشت آیت. جمله بمکه فرود آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت: یسْئله منْ فی السماوات و الْأرْض.


این یک آیت بقول ابن عباس و قتاده مدنى است و باقى سورة مکى.


مقاتل گفت سورة همه در مدینه فرود آمد و قول اول درست‏تر است و الله اعلم.


و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست و در خبر است که این سورة عروس قران است. و ذلک ما


روى على بن الحسین (ع) عن ابیه، عن على (ع) قال سمعت النبى (ص) یقول: لکل شى‏ء عروس و عروس القرآن سورة الرحمن.


و عن ابى بن کعب قال قال رسول الله (ص) من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه و ادى شکر ما انعم الله علیه.


و گفته‏اند اول چیزى از قرآن که در مکه بر قریش آشکارا خواندند بعضى آیات از اول این سورة بود. روایت کردند از عبد الله بن مسعود گفتا صحابه رسول مجتمع شدند گفتند قریش تا این غایت از قرآن هیچ نشنیدند در میان ما کیست که ایشان را قرآن شنواند آشکارا.


عبد الله مسعود گفت آن کس من باشم که قرآن آشکارا بر ایشان خواند اگر چه از آن رنج و گزند آید. پس بیامد و در انجمن قریش بیستاد و ابتداء سورة الرحمن در گرفت و لختى از آن آیات برخواند. قریش چون آن بشنیدند از سر غیظ و عداوت او را زخمها کردند و رنجانیدند.


پس چون بعضى خوانده بود او را فرا گذاشتند و بنزدیک اصحاب بازگشت فقالوا : هذا الذى خشینا علیک یا ابن مسعود.


اما سبب نزول این سورة آن بود که قریش نام رحمن کم شنیده بودند، چون آیت فرو آمد که: و إذا قیل لهم اسْجدوا للرحْمن چون ایشان را گویند که رحمن را سجود برید، ایشان گویند و ما الرحْمن این رحمن کیست و چیست.


رب العالمین بجواب ایشان فرمود: الرحْمن علم الْقرْآن اى الرحمن الذى کفر به اهل مکه هو الذى، علم الْقرْآن.


الرحْمن اسم من اسماء الله لا یقال لغیره و لا یستطیع الناس ان ینتحلوه و معناه مبالغة الوصف بالرحمة، و هو الذى وسع کل شى‏ء رحمة هولاء و هولاء و فى بعض الدعاء، رحمن الدنیا و رحیم الآخرة لانه عم الرزق فى الدنیا و خص المومنین بالعفو فى الآخرة.


علم الْقرْآن هذا رد على من قال: انما یعلمه بشر و ان هذا الا اختلاق.اى الرحمن علم محمدا القرآن لیعلمه امته و قیل معنى علم الْقرْآن اى مکنهم من تعلمه بان انزله عربیا و یسره لان یحفظ و یذکر. و التعلیم تبیین ما یصیر المرء به عالما و الاعلام ایجاد ما به یصیر عالما.


خلق الْإنْسان علمه الْبیان، قال ابن عباس و قتادة معناه خلق آدم (ع) و علمه اسماء کل شى‏ء و علمه اللغات، کلها کان آدم (ع) یتکلم بسبع مائة الف لغة افضلها العربیة. و قیل الانسان اسم الجنس و اراد به جمیع الناس.


علمه الْبیان، یعنى النطق و الکتابة و الخط بالعلم و الفهم و الا فهام حتى عرف ما یقول و ما یقال له.


و قیل علم کل قوم لسانهم الذى یتکلمون به. هذا قول ابى العالیة و ابن زید و الحسن.


و قال ابن کیسان خلق الْإنْسان یعنى محمدا (ص)، علمه الْبیان یعنى النطق و الکتابة، یعنى القرآن فیه بیان ما کان و ما یکون لانه کان ینبئ عن الاولین و الآخرین و عن یوم الدین.


الشمْس و الْقمر بحسْبان الحسبان قد یکون مصدرا مثل الغفران و الکفران و الرجحان و النقصان، تقول حسب یحسب حسابا و حسبانا، و قد یکون جمع الحساب کشهاب و شهبان و المعنى الشمْس و الْقمر یجریان بحساب و منازل فالشمس تقطع بروج السماء فى ثلاثمائة و خمسة و ستین یوما، و القمر یقطعها فى ثمانیة و عشرین یوما و قیل ذاب کل واحد منهما بحساب فالشمس سعتها ستة آلاف و اربعمائة فرسخ فى مثلها و سعة القمر الف فرسخ فى الف فرسخ و الله اعلم.


و قیل لها اجل و حساب کآجال الناس فاذا جاء اجلهما هلکا.


و قیل لمدة نهایتهما اجل مضروب و حساب معدود لا یزید و لا ینقص.


و قیل یعرف من جریهما حساب عدد الشهور و الاعوام کقوله: لتعْلموا عدد السنین و الْحساب.


و قیل مکتوب فى وجه الشمس: لا اله الا الله محمد رسول الله خلق الله الشمس بقدرته و اجراها بامره. و فى بطنها مکتوب: لا اله الا الله رضاه کلام و غضبه کلام و رحمته کلام. و فى وجه القمر مکتوب: لا اله الا الله محمد رسول الله خلق الله القمر و خلق الظلمات و النور و فى بطنه مکتوب: لا اله الا الله خلق الخیر و الشر بقدرته یبتلى بهما من یشاء من خلقه فطوبى لمن اجرى الله الشر على یدیه.


و النجْم و الشجر یسْجدان النجْم هاهنا کل نبات لا ساق له و الشجر ماله ساق یبقى فى الشتاء و بیان سجود النجم و الشجر فى قوله عز و جل: یتفیوا ظلاله عن الْیمین و الشمائل سجدا لله.


و قال مجاهد النجم هو الکوکب و سجوده طلوعه و قد اثبت الله عز و جل الصلاة و السجود و التسبیح للجماد فى القرآن فى مواضع و حققها بقوله: و لکنْ لا تفْقهون تسْبیحهمْ کما اثبت الکلام للسماء و الارض قالتا أتیْنا طائعین و اثبت الکلام لجهنم انها تقول هلْ منْ مزید و الذی أنْطق کل شیْ‏ء و اثبت الغیظ للنار و الارادة للجدار و اثبت الکلام و الشهادة لاعضاء الانسان یوم القیامة هذا و ما فى معناه مما لم ینکره من المسلمین احد الا المعتزلة الذین لیسوا هم بالمسلمین عند المسلمین.


و السماء رفعها اى رفعت من السفل الى العلو، اذ هى دخان فاربه‏ موج الماء الذى کان فى الارض، و وضع الْمیزان یرید المیزان المعهود له لسان و عمود و کفتان اى الهم الناس کیفیت اتخاذ المیزان لیتوصل به الى الانصاف و الانتصاف.


قال مجاهد المیزان هاهنا العدل، یقال وضع الْمیزان اى قام بالعدل و دعا الیه، منه قوله: و نضع الْموازین و قیل المیزان القرآن، فیه بیان کل شى‏ء یحتاج الیه.


«ألا تطْغوْا» التأویل: لان لا تطغوا اى لان لا تجاوزوا الحد و الانصاف فیما لکم و علیکم. و قیل ان للتفسیر و لا للنهى اى لا تطغوا فى المیزان.


و أقیموا الْوزْن اى اقیموا لسان المیزان، بالْقسْط، اى بالعدل.


قال ابن عیینة: الاقامة بالید و القسط بالقلب، و لا تخْسروا الْمیزان اى لا تدخلوا النقص فیه و لا تطغوا فى الکیل و الوزن، یقال اخسرت المیزان و خسرته اى نقصته و قیل المیزان میزان القیامة اى لا تخسروا میزان اعمالکم. و قیل المیزان العقل فلا تخسروه بان یکون معطلا غیر متبع و اعید ذکر المیزان مصرحا غیر مضمر لیکون النهى قائما بنفسه غیر محتاج الى الاول. و قیل لانها نزلت متفرقة فى اوقات مختلفة فتقتضى الاظهار.


و قال قتادة فى هذه الایة اعدل یا ابن آدم کما تحب ان یعدل علیک و اوف کما تحب ان یوفى لک فان العدل صلاح الناس.


و الْأرْض وضعها للْأنام اى بسطها على وجه الماء للخلق لیکون قرارهم علیها. «و الانام» الجن و الانس. و قیل الانام کل ذى روح من الخلق.


فیها فاکهة، نکر لکثرتها و عمومها، یعنى فیها انواع الفواکه. قال ابن کیسان فیها ما یتفکهون به من النعم التی لا تحصى و کل النعمة یتفکه بها،.. و النخْل ذات الْأکْمام اى ذات الاوعیة التی تکون فیه الثمر لان ثمر النخل تکون فى غلاف ما لم ینشق، واحدها کم و کل ما ستر شیئا فهو کم و کمة و منه کم القمیص و کانت لرسول الله (ص) کمة بیضاء یعنى القلنسوة.


و الْحب، اى حب البر و الشعیر و غیرهما من الحبوب التی خلقه الله سبحانه فى الدنیا قوتا للانام، ذو الْعصْف العصف و العصیفة و رق الزرع. یقال یبدو اول ورقا ثم یکون سوقا ثم یحدث الله فیه اکماما ثم یحدث فى الاکمام الحب.


و قیل العصف التبن. سمى بذلک لان الریاح تعصفه بشدة هبوبها، اى تطیره و منه الریح العاصف و الریحان هو الرزق.


قال ابن عباس کل ریحان فى القرآن فهو رزق، تقول العرب خرجنا نطلب ریحان الله اى رزقه. قال الحسن و ابن زید هو ریحانکم الذى یشم و قیل الریحان لباب القمح و قراءة العامة: و الْحب ذو الْعصْف و الریْحان کلها مرفوعات بالرد على الفاکهة. و قرأ ابن عامر و الْحب ذو الْعصْف و الریْحان بنصب الباء و النون و ذا بالالف على معنى خلق الانسان و خلق هذه الاشیاء.


و قرأ حمزة و الکسائى: و الریْحان بالجر عطفا على العصف تقدیره: و الحب ذو علف الانعام و طعام الانام.


فبأی آلاء ربکما تکذبان لما ذکر سبحانه ما مضى ذکره من فنون نعمه، قال فباى نعمة من هذه النعم تجحدان ایها الثقلان.


و الحکمة فى تکریر هذه الایة ما ذکره القتیبى ان الله تعالى عدد فى هذه السورة نعماءه و ذکر خلقه آلائه، ثم اتبع ذکر کل کلمة وصفها و نعمة ذکرها بهذه الآیة و جعلها فاصلة بین کل نعمتین لینبههم على النعم و یقررهم بها، کقولک لرجل احسنت الیه و تابعت علیه بالایادى و هو فى کل ذلک ینکرک و یکفرک الم تک فقیرا فاغنیتک، أ فتنکر هذا. الم تک عریانا فکسوتک، أ فتنکر هذا. ام لم تک خاملا فعززتک، أ فتنکر هذا. و مثل هذا التکرار سائغ فى کلام العرب، حسن فى هذا الموضع.


و قال الحسین بن الفضل التکرار لطرد الغفلة و تأکید الحجة.


روى جابر بن عبد الله قال قرأ رسول الله (ص) سورة الرحمن فى صلاة الفجر فلما انصرف قال للجن کانوا احسن ردا منکم، ما قرأت فبأی آلاء ربکما تکذبان الا قالوا و لا بشى‏ء من نعمک ربنا نکذب.


و اعلم ان فى بعض هذه السورة ذکر الشدائد و العذاب و النار. و النعمة فیها من وجهین.


احدهما: فى صرفها من المومنین الى الکفار و تلک نعمة عظیمة تقتضى شکرا عظیما.


و الثانى: ان فى التخویف منها و التنبیه علیها نعمة عظیمة، لان اجتهاد الانسان رهبة مما یولمه اکثر من اجتهاده رغبة فیما ینعمه، و کرر هذه الایة فى السورة احدى و ثلثین مرة، ثمانیة منها ذکرها عقیب آیات فیها تعداد عجایب خلق الله عز و جل و بدائع صنعه و مبدء الخلق و معادهم، ثم سبعة منها عقیب آیات فیها ذکر النار و شدائدها على عدد ابواب جهنم، و بعد هذه السبعة ثمانیة فى وصف الجنان و اهلها على عدد ابواب الجنة، و ثمانیة اخرى بعدها للجنتین اللتین دونهما، فمن اعتقد الثمانیة الاولى و عمل بموجبها استحق کلتى الثمانیتین من الله و وقاه السبعة السابقة و الله اعلم.


خلق الْإنْسان یعنى آدم، منْ صلْصال للصلصال معنیان: احدهما هو الطین الیابس الذى اذا وطى‏ء صلصل و صح‏ عن رسول الله (ص) انه قال اذا تکلم الله بالوحى سمع اهل السماوات لصوته صلصلة کصلصلة الجرس على الصفوان.


و الثانى الطین المنتن و هو الحمأ المسنون. یقال صل اللحم اذا انتن فاذقد جمعهما القرآن فهو الطین الیابس المنتن و الله عز و جل خلق آدم من تراب صب علیه ماء فصار طینا ثم ترکه حتى انتن و لزب ثم سله فصار سلالة ثم ترکه حتى یبس فصار کالفخار و الفخار هو الطین المطبوخ بالنار و یکون له صوت ثم صب علیه ماء قیل ماء الاحزان، فلا ترى ابن آدم الا یکابد حزنا.


و خلق الْجان منْ مارج منْ نار المارج اللهب المختلط بسواد النار من قولهم مرج امر القوم اذا اختلط و قوله: فی أمْر مریج اى مختلط و قیل المارج هى التی برأس الذبالة من خضرة النار و حمرتها المختلطین بالدخان خلق الله عز و جل‏ الجن منها و الملائکة من نورها و الشیاطین من دخانها. و الجان ابو الجن کما ان الانسان ابو الانس و ابلیس ابو الشیاطین. و قیل خلق ابلیس من النار التی تکون منها الصواعق و قیل من نار الجحیم.


رب الْمشْرقیْن و رب الْمغْربیْن احد المشرقین: هو الذى تطلع منه الشمس فى اطول یوم من السنة. و الثانى: الذى تطلع منه فى اقصر یوم و بینهما و ثمانون مشرقا و کذلک الکلام فى المغربین.


و قیل احد المشرقین للشمس و الثانى للقمر. و کذلک المغربان.


و اما قول عبد الله بن عمر: ما بین المشرق و المغرب قبلة. یعنى لاهل المشرق و هو ان تجعل مغرب الصیف على یمنیک و مشرق الشتاء على یسارک فتکون مستقبل القبلة.


فبأی آلاء ربکما تکذبان یعنى فباى آلاء ربکما التی انعم علیکما من اتیانه بالصیف اثر الشتاء و بالشتاء اثر الصیف و من تصریفه الا زمان من حال الى حال و من حر الى برد، تکذبان فتزعمان ان ربهما غیر الله.


مرج الْبحْریْن، اى ارسل، من مرجت الدابة اذا ارسلتها للرعى. و قیل مرج اى خلط، من قوله: «مر مریج» اى مختلط و البحران فى بحر واحد و هو ماء عذب بجنب ماء ملح فى بحر واحد، و قیل هما بحر فارس و الروم، یلْتقیان فى معظم البحر.


بیْنهما برْزخ، البرزخ الحائل بین الشیئین و منه سمى القبر برزخا لانه بین الدنیا و الآخرة و قیل الوسوسة برزخ الایمان لانها طائفة بین الشک و الیقین، لا یبْغیان اى لا یختلطان و لا یتغیران و قیل لا یبْغیان على الناس فیغرقاهم.


و عن ابن عباس قال بحر فى السماء و بحر فى الارض یلتقیان کل سنة مرة و منه المطر، بینهما حاجز یمنع بحر السماء من النزول و بحر الارض من الصعود.


فبأی آلاء ربکما تکذبان فتزعمان انهما لیست من عند الله.


یخْرج منْهما اللوْلو قرأ اهل المدینة و البصرة: یخرج بضم الیاء و فتح الراء و قرأ الآخرون بفتح الیاء و ضم الراء، و اللولو اسم لکبار الدر، و الْمرْجان صغار اللولو. و قیل المرجان هو البسد و هو خزر حمر، یقال یلقیه الجن فى البحر.


قال ابن عباس یخرج منهما یعنى من ماء بحر السماء و بحر الارض لان ماء السماء اذا وقع فى صدف البحر انعقد اللولو فکان خارجا منها. و قیل یخرج من الاجاج و العذب جمیعا. و ذهب اکثرهم الى انهما یخرجان من المالح و لا یخرجان من العذب و لکن لما ذکرهما جمیعا اضاف الإخراج الیهما کما قال تعالى: و جعل الْقمر فیهن نورا و انما هو فى السماء الدنیا لکن لما ذکر سبع سماوات و ذکر القمر بعدها اضافه الى ماجرا ذکره قبله.


و قال اهل الاشارة و حکى عن سفیان الثورى فى قول الله عز و جل: مرج الْبحْریْن یلْتقیان، قال فاطمة و على (ع) بیْنهما برْزخ محمد (ص). یخْرج منْهما اللوْلو و الْمرْجان الحسن و الحسین (ع). و قیل هما بحر العقل و الهوى بیْنهما برْزخ لطف الله سبحانه یخْرج منْهما اللوْلو و الْمرْجان اى التوفیق و العصمة. و قیل بحرى الحجة و الشبهة، بینهما برزخ النظر و الاستدلال یخرج منهما الحق و الصواب.


فبأی آلاء ربکما تکذبان ا بالعذب ام بالملح.


و له الْجوار هذه اللام لها معنیان، احدهما انها لام الملک. و الثانى انها لام الاستحسان و التعجب کقولهم: لله انت، لله درک و الجوارى جمع الجاریة و هى السفینة هاهنا، اقام الصفة مقام الموصوف، الْمنْشآت قرأ حمزة و ابو بکر المنشآت بکسر الشین، اى المبتدئات و الآخذات فى السیر، فیکون الفعل لهن و قرأ الآخرون بفتح الشین اى المصنوعات و المتخذات اللاتى انشئن و خلقن و المعنى له السفن تجرى، فی الْبحْر کالْأعْلام فى البر. و الاعلام الجبال الطوال، واحدها علم، شبه السفن فى البحر بالجبال فى البر.


فبأی آلاء ربکما تکذبان أ البحر تکذبان ام بالسفن.


کل منْ علیْها فان اى کل من على وجه الارض یموت.

و یبْقى‏ وجْه ربک، تأویله: و یبقى ربک بوجهه، و العرب تضع الصفات موضع الذوات‏


کقول رسول الله (ص): ید الله على الجماعة، و قول الله عز و جل: بیده ملکوت کل شیْ‏ء و قول العرب: انشدک بوجه الله یعنى بالله. و عین الله علیک. و قال الشاعر:


جزى الله خیرا من امیر و بارکت


ید الله فى ذاک الادیم الممزق‏

قال ابن عباس لما نزلت هذه الآیة، قالت الملائکة هلک اهل الارض.


فانزل الله عز و جل: کل شیْ‏ء هالک إلا وجْهه، فایقنت الملائکة بالهلاک و وجه النعمة فى فناء الخلق التسویة بینهم فى حکم الفناء من غیر تخصیص بعضهم بالبقاء دون بعض.


و یحتمل ان یکون وجه النعمة فیه ما یبتنى علیه من الاعادة لیصل المومنون الى ما وعدوا به من النعیم الدائم السرمد.


ذو الْجلال و الْإکْرام جلال الله سبحانه عظمته و استحقاقه لاوصاف الکمال.


و قیل الجلال التنزیه، من قولهم: هو اجل من هذا. و معنى الاکرام الاعظام بالاحسان و قیل مکرم انبیائه و اولیائه بلطفه مع جلاله و عظمته.


روى ان رسول الله (ص) مر برجل یصلى و یقول یا ذا الجلال و الاکرام. فقال رسول الله (ص) قد استجیب لک.


و عن انس قال قال رسول الله (ص) الظوا «۱» بیا ذا الجلال و الاکرام و عن سعید المقبرى قال الح رجل فقعد ینادى یا ذا الجلال و الاکرام، فنودى ان قد سمعت فما حاجتک.


یسْئله منْ فی السماوات و الْأرْض من ملک و انس و جن لا یستغنى عنه اهل السماء و الارض طرفة عین. قال ابن عباس اهل السماوات یسئلونه المغفرة و القوة، و اهل الارض یسئلونه الرزق و المغفرة، و قیل یسئلون الرزق و المغفرة للمومنین، کل یوْم هو فی شأْن اى کل وقت له امر و هو اجراء المقادیر الى مواقیتها من احیاء و اماتة و اغناء و افقار و تحریک و تسکین و غیر ذلک.


روى عن ابى الدرداء عن رسول الله (ص): انه قال یغنى فقیرا و یفقر غنیا و یذل عزیزا و یعز ذلیلا.


و فى الخبر الصحیح عن رسول الله (ص) قال المیزان بید الله یرفع اقواما و یضع آخرین.


و عن ابن عباس ان مما خلق الله عز و جل لوحا من درة بیضاء دفتاه یاقوتة حمراء قلمه نور و کتابه نور، ینظر فیه کل یوم ثلاثمائة و ستین نظرة، یخلق و یرزق و یحیى و یمیت و یعز و یذل و یفعل ما یشاء. فذلک قوله: کل یوْم هو فی شأْن.


و قیل شأنه انه یخرج کل یوم و لیلة عسکرا من اصلاب الآباء الى ارحام الامهات و عسکرا من الارحام الى الدنیا و عسکرا من الدنیا الى القبور. ثم یرتحلون جمیعا الى الله عز و جل.


و قیل کل یوم هو فى شأن یبدیه لا فى شأن یبتدئه.


قال سفیان بن عیینة الدهر کله عند الله یومان، مدة الدنیا یوم فالشأن فیه الامر و النهى و الاحیاء و الاماتة و الاعطاء و المنع و تدبیر العالم.


و الآخر یوم القیامة فى الآخرة فالشأن فیه الجزاء و الحساب و الثواب و العقاب.


قال مقاتل نزلت فى الیهود حین قالوا ان الله لا یقضى یوم السبت شیئا.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بسئوال اهل السماء ام بسئوال اهل الارض.


سنفْرغ لکمْ قرء حمزة و الکسائى: سیفرغ بالیاء لقوله: یسْئله منْ فی السماوات و یبْقى‏ وجْه ربک و له الْجوار.


فاتبع الخبر الخبر. و قرأ الآخرون بالنون، و لیس المراد منه الفراغ عن شغل لانه سبحانه لیس له شغل یکون له فراغ و لا یشغله شأن و لکنه تهدید و وعید من الله للخلق بالمحاسبة، کما تقول لمن تهدده سافرغ لک، و ما به شغل.و قیل معناه سنقصدکم و نأخذ فى امرکم بعد ترک و امهال و ننجز لکم ما وعدناکم و نوصل کلا الى ما وعدناه.


و فى الخبر قددنا من الله فراغ لخلقه.


و الثقلان الانس و الجن اثقل بهما الارض احیاء و امواتا. قال الله تعالى: و أخْرجت الْأرْض أثْقالها.


و قال بعض اهل المعانى کل شى‏ء له قدر و وزن ینافس فهو ثقل، قال النبى (ص) انى تارک فیکم الثقلین کتاب الله و عترتى.


فجعلهما ثقلین اعظاما لقدرهما، فکذلک سمى الثقلان لعقلهم و رزانتهم و قدرهم. و قیل لانهما مثقلان بالذنوب، و قیل مثقلان بالتکلیف.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بقصدنا الى انجاز ما وعدناکم او بایصال الوعید الیکم.


یا معْشر الْجن و الْإنْس اختلفوا فى معنى هذه الآیة. قال بعضهم خاطبهم به فى الدنیا فیقول إن اسْتطعْتمْ أنْ تنْفذوا، اى تجوزوا و تخرجوا، منْ أقْطار السماوات و الْأرْض، من جوانبها و اطرافها، فانْفذوا، معناه ان استطعتم ان تهربوا من الموت و الخروج من اقطار السماوات و الارض فاهربوا و اخرجوا منها. یعنى حیث ما کنتم ادرککم الموت کقوله: أیْنما تکونوا یدْرکْکم الْموْت، لا تنْفذون إلا بسلْطان یعنى حیث خرجتم الیه فثم سلطانى. فلا تخرجون من سلطانى.


و قال الزجاج حیث ما کنتم شاهدتم حجة الله و سلطانه یدل على انه واحد. و قال بعضهم یخاطبهم به فى القیمة و القول هاهنا مضمر اى یقال لهم یوم القیامة: یا معْشر الْجن و الْإنْس إن اسْتطعْتمْ أنْ تنْفذوا منْ أقْطار السماوات و الْأرْض فتعجزوا ربکم حتى لا یقدر علیکم. فانْفذوا لا تنْفذون إلا بسلْطان.


اى حیث ما توجهتم کنتم فى ملکى و سلطانى و لا یمکنکم الهرب من الجزاء.


و قیل لا تنْفذون إلا بسلْطان یعنى الا بشهادة ان لا اله الا الله و ارضاء الخصوم و بعفو من الله عز و جل. و قیل لا تنفذون الا بعد معاینة سلطان الله فى محاسبته خلقه و مجازاته. قال ابن عباس ان الله تعالى یأمر ملائکته یوم القیامة فتحف باقطار السماوات و الارض فلا یستطیع انس و لا جان ان یخرج من اقطارها.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بملکه فى السماء ام بملکه فى الارض.


یرْسل علیْکما شواظ، قرأ ابن کثیر شواط بکسر الشین و الآخرون بضمها و هما لغتان و هو اللهب المتاجج الذى لا دخان فیه. و النحاس الدخان لا لهب معه و قیل النحاس الصفر المذاب یصب على رووسهم. قرأ ابن کثیر و ابو عمر و نحاس بکسر السین عطفا على النار و قرأ الباقون برفعها عطفا على الشواظ و قیل النحاس المهل و هو دردى الزیت، فلا تنْتصران اى لا تقدران على الامتناع مما یعمل بکما و لا یکون لکما ناصر من الله.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بارسال الشواظ او النحاس وجه النعمة فى هذا دلالته ایانا على ما ینجینا من ذلک.


فإذا انْشقت السماء، اى انفرجت فتصیر ابوابا لنزول الملائکة کقوله: و یوْم تشقق السماء بالْغمام و نزل الْملائکة تنْزیلا.


و قیل تصدعت السماء و انفک بعضها من بعض لقیام الساعة، فکانتْ ورْدة یعنى کلون الورد المشموم و قال ابن عباس یصیر کلون الفرس الورد و هو الأبیض الذى یضرب الى الحمرة و الصفرة، اى تتلون السماء یومئذ من الخوف کلون الفرس الوردة یکون فى الربیع اصفر و فى اول الشتاء احمر فاذا اشتد الشتاء کان اغبر فشبه السماء فى تلونها عند انشقاقها بهذا الفرس فى تلونه، کالدهان جمع دهن شبه تلون السماء بتلون الورد من الخیل و شبه الوردة فى اختلاف الوانها بالدهن یعنى دهن الزیت فانه یتلون الوانا بین صفرة و خضرة و حمرة. هذا قول الضحاک و مجاهد و قتادة و الربیع. و قال ابن جریح یصیر السماء کالدهن الذائب و ذلک حین یصیبها حر جهنم.


و قال الکلبى کالدهان، اى کالادیم الاحمر و جمعه ادهنة.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بانشقاق السماء ام بتلونها و وجه النعمة فیه، التخویف و الزجر بما اخبرنا من ذلک.


فیوْمئذ یعنى فیوم تنشق السماء. لا یسْئل عنْ ذنْبه إنْس و لا جان و قال فى سورة اخرى فو ربک لنسْئلنهمْ أجْمعین و لا تناقض لان التقدیر لا یسئل سوال استعلام و استفهام لانهم یعرفون بسیماهم، لکن یسئلون سوال توبیخ و تقریع، لا یسئلون هل عملتم کذا و کذا لان الله تعالى علمها منهم و کتبت الملائکة علیهم، و لکن یسئلون لم عملتم کذا و کذا.


و قال ابو العالیة لا یسْئل عنْ ذنْبه غیره من انس و لا جان. اى لا یوخذ احد بذنب غیره. و قیل ان یوم القیمة یوم مقداره خمسون الف سنة و له اوقات فوقت یسئلون و وقت لا یسئلون و وقت ینطقون و یختصمون و وقت یصمتون.


فبأی آلاء ربکما تکذبان بسئوال الانس ام بسوال الجن و وجه النعمة فیه ما ذکرنا من التخویف.


یعْرف الْمجْرمون بسیماهمْ، بزرقة العیون و سواد الوجوه و المجرم هاهنا الکافر و اما المومن فاغر محجل. قال الله تعالى یوْم تبْیض وجوه و تسْود وجوه، فیوْخذ بالنواصی و الْأقْدام.


قیل یجمع بین نواصیهم و اقدامهم فیسحبون الى النار. و قیل تأخذهم الملائکة مرة بنواصیهم فیجرونهم على وجوههم فى النار و تارة یأخذون باقدامهم فیقذفونهم فى النار ثم یقال لهم: هذه جهنم التی یکذب بها الْمجْرمون اى کان یکذب بها المشرکون.


یطوفون بیْنها اى بین جهنم، و بیْن حمیم آن اى ماء حار قد انتهى حره یقال انى یانى فهو آن اذا انتهى من النضج. یطاف بهم بین الجحیم و الحمیم و انهم یستغیثون فى النار من شدة حرها و یسئلون قطرة من الماء فیذهب بهم الى حمیم آن فیغمسون فى ذلک الوادى فتنخلع اوصالهم هذا کقوله: إنْ یسْتغیثوا یغاثوا بماء کالْمهْل.


فکل ما ذکر الله تعالى من قوله: کل منْ علیْها فان مواعظ و زواجر و تخویف و کل ذلک نعمة من الله تعالى لانها تزجر المعاصى و لذلک ختم کل آیة بقوله: فبأی آلاء ربکما تکذبان.